تحتاج عملية تدريب الطفل على استخدام "النونية" أو "المرحاض" بمفرده، إلى الكثير من الصبر والتفهُّم من قِبَل الأهل، إذ يجب عدم إرغامه على فعل ذلك قبل أن يكون مستعداً لها، ذلك أنها مرحلة مهمة جداً في حياته، لأنها تخلّصه من الحفّاض وأوساخه وتجعله يخطو خطواته الأولى في عالم الكبار.
تنتظر الأم بفارغ الصبر، اليوم الذي يتخلص فيه طفلها من حفّاضه، ويُشرع في استخدام "النونية" أو "المرحاض". فبعد سن السنتين يتحول الحفّاض إلى عبء على الأم والطفل على السواء، ويصبح من الضروري التخلّص منه بأسرع وقت ممكن. لكن هذه العملية تتطلّب الكثير من الصبر والمثابرة، فالطفل لن يتمكّن من التبول أو التغوّط بمفرده في "النونية" أو "المرحاض" من دون تدريب. يشير خبراء التربية إلى أن عملية تدريب الطفل على استخدام "النونية" تحتاج إلى عاملين رئيسيين: أولاً، استعداد الأم، وثانياً، استعداد الطفل الجسدي والنفسي.
استعداد الأم يكون لناحية توافر الوقت، إذ يجب أن تشجع طفلها يومياً على استخدام "النونية" أو "المرحاض" على مدى فترة من الزمن، تتراوح بين أسبوعين وشهرين، فإذا لم يكن لديها الوقت الكافي لتدريب طفلها ومتابعة تطوره في هذه المسألة، سيفشل في التخلص من حفاضه.
أما استعداد الطفل الجسدي، فيكون من خلال اكتمال نضوج عملية التناسق العصبي – العضلي على العضلات العاصرة التي تمنع نزول البول والبراز، التي عادة ما تتم بين عمر السنة ونصف السنة والعامين، واستعداده النفسي يكون من خلال ظهور بعض المؤشرات التي تؤهله لعملية التدريب. مثل:
- بقائه من دون تبول مدة ساعتين على الأقل.
- انتظام عملية تغوّطه، وقيامه بإخبار والديه برغبته في التبول أو التبرز.
- أن يكون عمره 18 شهراً على الأقل.
- أن يعرف أسماء أجزاء جسمه والإشارة إليها، مثل مكان الرأس والأنف والعين.
- ظهور علامات الرغبة في التبوّل والتبرُّز على ملامحه، مثل وجهه أو وضعيته أو كلامه.
- أن يكون قادراً على تنفيذ بعض الأوامر والطلبات الشفهية، مثل حمل كتاب وجلب كوب ماء.
- أن يستطيع نزع ملابسه وارتداءها بمفرده.
- يبدي انزعاجه من توسيخ حفاضه بالبول أو البراز.
يُفضَّل تأجيل عملية التدريب في بعض الحالات الخاصة، حتى لو كان الطفل يبدي استعداداً لذلك، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو حصول ولادة أو موت أحد أفراد العائلة، أو وجود شخص مريض جداً.
ثمة أطفال يتقنون استخدام "النونية" في سن السنة أو السنة ونصف السنة، وذلك تبعاً لسرعة نموهم، فكما هو معروف يختلف نمو الأطفال من طفل إلى آخر، وهو ما يميز البعض منهم لناحية سرعة اكتسابهم المهارات، ففي الوقت الذي يتقن فيه البعض استخدام "النونية" أو "المرحاض" في سن باكرة، هناك مَن يبقَى معتمداً على الحفّاض حتى سن الثلاث سنوات أو حتى الأربع سنوات.
- خطوات التدريب:
على الأم ألّا تتوقع، في المرحلة الأولى من عملية التدريب، على التخلص من الحفّاض واستخدام "النونية" أو "المرحاض"، الحصول على نتائج سريعة، ذلك أن المسألة تتطلّب الكثير من التأني.
في البداية، من المهم تحديد الكلمات التي ستستخدم لتعريف الطفل بأعضاء جسمه ولوصف البول والبراز، وينصح الخبراء باستخدام عبارات عادية لوصف البول والبراز كي لا يشعر الطفل بالخجل. ثانياً، تحتاج الأم إلى شراء "نونية" مريحة وغطاء لكرسي "المرحاض" خاص بالأطفال، إضافة إلى تجهيز مجموعة من الكتب أو أشرطة الموسيقى والفيديو لتسليته أثناء جلوسه على "النونية"، وأهم شيء شراء مجموعة من الثياب التي يسهل انتزاعها وارتداؤها. تعتبر "النونية" الوسيلة الأفضل لتدريب الطفل على التخلص من الحفاض، لأنها أسهل للاستخدام من قبله في المراحل الأولى من حيث الوصول إليها والجلوس عليها.
ثالثاً، يجب ترك الطفل من دون حفاض في فترة النهار، وإفهامه بأنه أصبح كبيراً الآن، لكي يتبول أو يتبرّز في المرحاض كالكبار.
رابعاً، يجب الطلب منه الجلوس على "النونية" أو كرسي "المرحاض" كل ربع ساعة لفترة تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق حتى لو لم يكن يرغب في التبول أو التبرز، وذلك بهدف تعويده على استخدام "النونية" أو "المرحاض". من المهم أن يخلق الأهل جواً من المرح أثناء عملية تدريب الطفل على الجلوس على "النونية" وإعطائه الألعاب أو قراءة القصص له أو إسماعه الموسيقى، وأهم شيء، الحرص على عدم إرغامه على فعل ذلك.
خامساً، على الأم أن لا تستاء في حال حصل حادث عَرَضي له، ألّا تُشعر الطفل بأنه ارتكب أمراً خطيراً. يجب إخبار الطفل بأن عليه إعلام والدته برغبته في التبرز أو التبول قبل فعل ذلك، وعندما ينجح في إخبارها يمكن إعطاؤه مكافأة بسيطة.
سادساً، بعد مضي يوم أو يومين من التدريب، سيصبح في مقدور الأم تحديد عدد المرات التي يحتاج الطفل فيها إلى قضاء حاجته، حيث يساعدها ذلك في عملية تذكيره باستخدام "النونية". ويُستحسَن تشجيعه على استخدامها بعد كل وجبة طعام، لأن الإنسان عادة يشعر برغبة في التغوّط بعد تناول الطعام بفترة قليلة.
سابعاً، من المهم تعليم الطفل قواعد الصحة العامة، مثل غسل يديه بعد كل عملية تبرُّز أو تبوُّل، إضافة إلى تعليم الفتيات الصغيرات ضرورة تنظيف ذواتهنّ من الأمام إلى الخلف، تفادياً لنقل الميكروبات من فتحة الشرج إلى فتحة البول.
ما المقصود بالتبوّل اللاإرادي؟
يحتاج بعض الأطفال الذين ينجحون في التخلص من الحفاض في النهار، إلى وضعه ليلاً نتيجة معاناتهم بسبب مشكلة التبول اللاإرادي، التي تعد جزءاً طبيعياً من نومهم، وهي غالباً ما تزول بعد سن الخامسة. والتبول اللاإرادي معناه أن الطفل يعجز عن التحكم في عملية تبوله أثناء النوم ليلاً،
وذلك لأسباب عدة منها:
- عدم نضج جهاز الإنذار داخل الجسم الذي يحذر من امتلاء المثانة وبداية تفريغها.
- النوم العميق عند الأطفال، ما يمنعهم من الإحساس بامتلاء المثانة.
- زيادة إنتاج البول أثناء النوم، بسبب انخفاض إفراز الهرمون الليلي المضاد للتبول، حيث يؤدي إلى امتلاء المثانة بسرعة.
- التوتر النفسي الناتج عن ضغوط الحياة والظروف الأُسرية غير المستقرة.
- العامل الوراثي، حيث تشير الإحصاءات إلى احتمال إصابة الطفل بنسبة 44 في المئة إذا عانَى أحد والديه بسبب مشكلة التبول اللاإرادي، وبنسبة 75 في المئة إذا عانَى والداه هذه المشكلة.
- وجود حالة مرضية مثل تضخم اللوز أو اللحمية الأنفية أو مرض السكري أو التهابات في الجهاز البولي.
- وجود عيب خلقي في العمود الفقري، ما يؤدّي إلى تلف الأعصاب، بالتالي التبول اللاإرادي.
- صغر حجم المثانة.
خطوات بسيطة لعلاج المشكلة
1- تشجيع الطفل على الاستيقاظ من النوم لإفراغ البول.
2- تسهيل وصوله إلى الحمّام بوضع إضاءة أو وضع "نونية" بالقرب منه، إذا كان "المرحاض" بعيداً عن مكان سريره.
3- إعطاؤه الكثير من السوائل في الفترة الصباحية وما بعد الظهر لزيادة حجم مثانته.
4- تقليل تناول السوائل في فترة الليل، لاسيّما قبل النوم بساعتين، مع تفادي تقديم المشروبات له التي تحتوي على الكافيين.
5- تفريغ البول قبل النوم، والعمل على إيقاظه ليلاً لجعله يتبوّل
:roll: