فالأشهر الحُرُم هي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
سمي ذو القعدهبذلك لقعودهم عن القتال فيه
وذوالحجه: لانه موسم للحج
وشهر محرم تاكيدا لحرمته
ورجب من الترجيب اي التعظيم
وهذه الاشهر يحرم فيها القتال كما يضاعف فيها الحسنات وتضاعف السيئات كما تغلظ ديه القتيل فيها
إن حرمة الأشهر الحرم هي حرمة زمنية، قُصد بها من القديم تأمين الطريق لأداء الحج، وزيارة الله في بيته الحرام، وهي في الوقت نفسه تغرس في القلوب عوامل الأمن والطمأنينة،
فإن الأشهر الحرم كانت تعظم على عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمر العرب على التحريم، ثم نسخ ذلك فيما بعد. قال صاحب التفسير المنير: وكان القتال محرمًا في هذه الأشهر الأربعة على لسان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، واستمر العرب على ذلك ثم نسخت حرمتها. وانظر شيئًا من ذلك في الفتوى رقم:
25430.
وأما الحكمة من تحريم القتال فيها، فقد أوردها ابن كثير في تفسيره. قال: وإنما كانت الأشهر المحرمة أربعة: ثلاثة سرد، وواحد فرد، لأجل مناسك الحج والعمرة، فحرم قبل شهر الحج شهر وهو ذو القعدة، لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرم بعده شهر آخر وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب فيزوره ثم يعود إلى وطنه آمناً.