مها : السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
سارة : وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلاً مها :)
مها : كيف حالكِ يا سارة ؟
سارة : بخير ولله الحمد .. كيف أنتِ ؟
مها : الحمدلله في خيرٍ ونعمة
اشتقتُ لـ لمياء كثيرًا .. بودي لو أذهب لزيارتها ..
وأريد من يرافقني لها ..
سارة : لمياء !! كلا .. لن أذهب ..
مها : ماذا ؟!! ولِمَ يا سارة ؟ هل تمنعكِ والدتكِ ؟!
سارة : لا .. الأمر ليس بسبب والدتي .. بل أنا لا أحب الذهاب إليها وأحذركِ يا مها منها ..
مها : ولِمَ يا حبيبة !؟!
سارة : لقد لاحظت عليها في الآونة الأخيرة بعض التغيرات
مها : تغيرات ! ماذا تقصدين ؟!
سارة : لقد رأيتُها بدأت تميل عن الصواب بعد صحبتها لِـ مريم و فاتن و هيفاء
مها : لكن يا سارة لا ينبغي أن يكون ذلك سببًا لقطع علاقتكِ بها !
لمياء فيها خير كثير .. ولن نتركها تضيع بين أولئكَ الفتيات
سارة : نعم .. والله إني حزينة على حالها وحاولتُ معها أكثر من مرة ونصحتها .. لكن بلا جدوى :( ..
حتى تركت دار التحفيظ
ألا ترينها غائبة أسبوعين ؟!!
مها : نعم :(
لكن يا سارة .. إياكِ أن تتركيها وتتجنبيها .. لنكن أهل خيرٍ وصلاحٍ وننصحها
سارة : حاولت ، حاولت .. لكن لم أجد نتيجة :/ ..
مها : لا تيأسي يا سارة
سارة : أتعلمين أنها وضعت صورتها في المسنجر !!
ونصحتُها فتركتني وأكملت حديثها مع فاتن
مها : لا حول ولا قوة إلا بالله
سارة : لقد صُدِمتُ حقًا وحزنتُ كثيرًَا :(
مها : لكن أرجوكِ لنذهب إليها اليوم وننصحها
سارة : افعلي أنتِ ما تريدين .. أما أنا فلن أذهب إليها ..
مها : لا تيأسي يا سارة ولا يخدعكِ الشيطان
لنستعين بالله ونذهب نزورها وننصحها
سارة : الله المستعان وعليه التكلان
مها : هيا استأذني والدتكِ لآتي لمنزلكِ مع أختي أأخذكِ ونذهب للمياء
سارة : حسنًا
تتصل مها بـ لميـاء لتستأذنها بزيارتها فتأذن لها
في بيـت لميـاء
سارة ومها : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا لمياء
لمياء : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته
حيــاكُما الله يا سارة ومها
أنرتُما داري :)
كيف حالكما ؟
مها وسارة : بخير ولله الحمد .. كيف حالكِ أنتِ ؟
لمياء : أنا في خير ونعماء ولله الحمد والشكر .. اشتقتُ إليكما ~
مها : نحن من اشتقنا إليكِ أكثر
سارة : كان دار التحفيظ هو من يجمعنا حيث الأخوة والأنس والمحبة في الله
لكن ما بالكِ انقطعتِ عنها يا لمياء ؟!
لمياء : لا أدري والله مالذي غيرني :(
مها : كنا سعداء معكِ في الدار ومع الدروس والمحاضرات التي تقام فيه
لكن أين ذهبتِ يا حبيبة ؟
لمياء في حزن : ألهتني الدنيا .. نسأل الله أن لا نلتهي بغير طاعته :(
بحق تغيرتُ ولا أدري مالسبب ؟
سارة : نحن نعلم مالسبب الذي غيركِ !
ولعلنا نصارحكِ به مما لاحظناه عليكِ
لمياء في دهشة : ماهو ؟!
أرشدوني لعلي أستفيق يا صحبة الخير
سارة : إنه مصاحبتكِ لذوات المعاصي يا لمياء
أتذكرين يا لمياء تلك المحادثة عبر المسنجر التي رأيتكِ فيها واضِعةً صورتكِ !
فنصحتكِ لكنكِ تركتِني وملتِ للحديث مع مريم وهيفاء ؟
لمياء : آه .. نعم تذكرت :(
سارة : إن مصاحبة أهل المعاصي يا لمياء شر ونقمة تعود عليكِ
إن نهايتها الندم والحيرة كما قال تعالى :
[ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ]
[ يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ]
مها : نعم .. إنها تجعلكِ تميلين شيئًا فشيئًا لتصبحي مثلهم
سارة : عليكِ بتركهم وتجنبهم
لمياء : أنا تعرَّفت على مريم وفاتن وهيفاء من أجل دعوتهن إلى الحقِّ وأن أُنكر عليهن المنكر
سارة : هذا مدخل شيطاني كبير
لمياء : لكن لو تركنا هؤلاء في معاصيهن وضلالهن فمن يُنبِّههن ويُذكِّرهن ؟!!!
سارة : إن هذا من تلبيس إبليس يا لمياء !
لمياء : لكن هل نترك أهل الضلال في جانب ونعيش نحن في جانب !!
أين النصح والدعوة ؟!!
لابد أن نصاحبهم لـ ننصحهم
مها : لكن هل لاحظتِ يا لمياء خلال صحبتكِ لهن أن إحداهن اهتدت وعادت لرشدها
لمياء : كلا :/
ولكن قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ».
مها : لكن يجب أن تكوني في [ حيطة وحذر ]
سارة : والسيء غالبًا يغلب على الطيب
كـ التفاحة التي فيها جزء فاسد .. لو تركناها لانتشر الجزء الفاسد في الطيب فتفسد كل التفاحة
لمياء : صحيح
مها : وقد لاحظتُ كثيرًا ممن كانوا على رشدٍ وصلاح
فصاحبوا فتيات فاسِدات ممن يسمعن الغناء ويجرين في الأسواق فأصبحن مثلهن
سارة : وكثيــر من قصص الفتيات اللاتي غرقن في بحار الندم والغم وشؤم المعاصي كان مصدر شقاؤهن هو الصحبة السيئة
كما قال تعالى :
[ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ]
[ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُهْتَدُونَ ]
[ حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الَمشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ القَرِينُ ]
لمياء : الله المستعان
مها : ولنتذكر دومًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم إلى من يُخالل »
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :
« مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير
فحامل المسك: إمَّا أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة
ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحًا خبيثة »
لمياء : صحيح .. لقد أخطأتُ فعلاً
وها أنا أأخر الصلوات وتركتُ الدار :(
اللهم اعفُ عني
سارة : باب التوبة مفتوح يا غالية .. والله يفرح بتوبة عبده
لمياء : اللهم اغفر لي وتُب علي
حمدًا لله على صحبتي لكما
وجزاكما الله خيرًا على تذكيري يا حبيبتاي في الله
مها : هذا حقنا يا لمياء :)
سارة : نعم هذا حق الأخوات .. ونحن نأمل منكِ تذكيرنا إذا رأيتِنا على خطأ
مها : هيا لقد مضى الوقت .. الساعة الآن السادسة .. وعدتُ والدتي العودة مبكرًا ..
سارة : لنستأذن الآن
لمياء : شكرًا لزيارتكما :)
مها وسارة : نريد أن نراكِ غدًا في الدار
لمياء : بالتأكيد إن شاء الله ^_^
بعد هذا الحوار وتلك الأحداث
ومما نراه اليوم ونسمعه من قصص كثيرة ضلَّت فيها الفتيات في ظلمات المعاصي
وغرقت في بحار الندم والهموم والغموم
وكانت الخطوة الأولى [ صُحبة السوء ] و [ رفقة الشر ]
في حين وجدنا هممًا عالية وحافظات لكتاب الله وداعيات إلى الله
وثابتات على الاستقامة على شرع الله
وكانت إحدى أعظم القواعد : [ صحبة الصلاح ] و [ رفقة الخير ]
فصحبتكِ صغيرتي الحبيبة لها شـأْنٌ عظيـمٌ جدًا في تحديدِ سلوككِ وفي سُمو حيـاتكِ
وجعلها إما لوحة ألوان سعيدة طيبة راقية
أو خربشات من السواد والرماد حيث الضلال والحيرة والكآبة
وقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام :
« المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم إلى من يُخالل »
فانظري من تصاحبين وقيِّمي نفسكِ وطهريها من ذوات السوء وارتقي بها مع ذوات الخير
هنا نتحاور معكِ حول آفاق الصحبة
فأجيبينا يا غالية :
~*~
هل تؤمنين بهذا القول [ الصاحب ساحب ] ؟
أذكري قصةً أو حدثًا تؤيد إجابتكِ
~*~
( صاحباتكِ ) هل هُنَّ على استقامة وصلاح ؟
~*~
ماذا تقولين لمن صاحبت من أهل المعاصي كي تنصحها ؟
~*~
إذا حدث ورأيتِ صاحبتكِ مع فتاة تُعرَف بالفساد .. فماهو تصرفكِ معها ؟
نرقبكُن ()
حماكُن الله من كل سوء